الخميس، 20 يوليو 2017

كُنت فاكرة إن في ناس لمّا نقولها " لا " هتبطّل اللي بتعمله .....


الفيس الخاص للكاتب محمد عصمت 


كُنت فاكرة إن في ناس لمّا نقولها " لا " هتبطّل اللي بتعمله
قُلت له " لا " مش بس مرة .. و لا مرتين .. قُلتله " لا " 3 مرات 
قُلتله يسيبني في حالي و يبعد عني 
كُنت في المول بشتري حاجات و هوّ قرر يمشي ورايا طول الطريق ، أنا مش محتاجة شخص سخيف يمشي ورايا و يضايقني لحَد البيت 
أنا عايشة في حي كبير و هادي و طول الخمس سنين اللي عشتهم هنا كُنت في حالي زيي زي أغلب الناس اللي ساكنين معايا في الحي ده لكن برغم كده كُلنا عارفين بعض كويس
تشارلي كان واقف في الشباك بتاعه كالعادة بيتفرج علي الطريق زي كُل يوم 
مين تشارلي ؟ 
تشارلي دا أقرب حد ليّا هنا في الحي كُله ، راجل عجوز تخطي سن الستين ، عايش معايا في نفس المُجمّع السكني ، هو أقدم حد ساكن في الحي كُله ، عشان كده أي حد عنده مُشكلة مهما كانت في الحي لازم يستعين بتشارلي و هوّ شخص لطيف بما فيه الكفاية و بيقابل الناس بإبتسامة و لُطف و صبر و بيساعدهم لحَد ما بيقدروا يحلوا مشاكلهم بمُساعدته
شخص لطيف جدًا لدرجة إنه ميقدرش يقتل ذبابة ، سنة 2015 ساب بيته و خرج قعد علي الرصيف لأن فيه ذبابة جوا مضايقاه و رافضة تخرج و هوّ مش عاوز يقتلها !!
شباكه بيطُل علي بوابة المُجمع السكني عشان كده كان قادر يشوفني بوضوح 
وقفت عند بواية المُجمّع و بدأت أدوّر علي مفاتيحي في شنطتي ، الراجل قرّب مني جدًا و بقي واقف ورايا ، مسك إيدي و شدني ناحيته ... 
أنا آخدة دروس دفاع عن النفس و قريت مئات المقالات عن كيفية مواجهة الحالات اللي زي دي ، لكن كُل الكلام النظري حاجة و المواجهة الفعلية حاجة تانية 
الخوف جمدني مكاني زي المشلولة !
دا كُل اللي عملته ، شدني من إيدي و حاول يحضنني و أنا كُل اللي عملته إني وقفت مكاني زي المشلولة مش عارفة أتحرك !
غمضت عينيّا من شدة الخوف ، سمعت الحاجة اللي في إيدي بتُقع علي الأرض و سمعت صوت البوابة المعدنية بتتفتح ، حسيت بالراجل بيبعد عني بقوة ، فتحت عينيّا و ملقيتش أي أثر له !
.
مفيش غير تشارلي ماسكني عشان مخافش و هوّ بيبصلي نظرة مُطمئنة ، سألني بهدوء : " كاتي .. إنتي كويسة ؟ "
في الحقيقة أنا كويسة بس مش فاهمة حاجة ، مش فاهمة إزاي تشارلي اللي كان واقف في شباك شقته اللي في الدور الرابع نزل منها و فتح البوابة و بعد الراجل عني في ثواني قُليلة .. دا راجل عنده 60 سنة يعني بيتحرك بالعافية !
بصيت حواليّا بذهول و أنا بقول : " أنــ .. أنا بخـ .. بخير "
لمحت جسم الراجل اللي كان بيضايقني خارج من زقاق جانبي صُغيّر علي بُعد عشرات الأمتار .. راح هناك إزاي و هوّ من ثواني كان ماسكني و بيحاول يضايقني و إيه اللي حصل له ؟
تشارلي فهم أنا بفكر في إيه ، ربت علي كتفي و هوّ بيقولي : " إدخلي إنتي دلوقتي شقتك و متشيليش هم حاجة .. أنا هتصرف "
بدون تفكير لميت حاجتي و أنا بدخُل بوابة البيت ، قبل ما يقفل البوابة المعدنية ورايا سألني بإهتمام : " قٌلتي له لا ؟ "
بصيت له بعدم فهم ، تشارلي دلوقتي كان مُتحفز جدًا مش تشارلي اللي كان حُنين و عاوز يساعدني من دقايق !
ملامح وشه دلوقت كانت حادة و مليانة عصبية و توتر ، حسيت بالخوف من نظرة عينيه أكتر من الخوف اللي كُنت حاساه لمّا الراجل كان بيضايقني ، سألته بخوف : " إيه ؟؟ "
نظرة عينيه كانت مُخيفة و هوّ بيسألني تاني : " قُلتي له لا .. طلبتي منه يسيبك في حالك ؟ "
جسمي إترعش من نبرة صوته و نظرة عينيه و ملامحه ، إستجمعت شجاعتي و أنا ببلع ريقي بصعوبة و بقوله : " قلتله لا ... 3 مرات "
هز راسه و هوّ بيشاورلي أطلع بيتي بهدوء ، ملامحه كانت أهدي شوية لمّا إتأكد إني قُلتله لا ، مشيت و جسمي كُله بيترعش ناحية باب شقتي ، مش قادرة أمشي و ساندة علي الحيطة من كُتر التوتر و الخوف
شمعت صوت شبه صوت الزئير من برا و بعدها صوت شبه صوت تقكيع القُماش بس كان بشع و مُقزز و خل قلبي ، سمعت صوت صرخة بشعة و بعدها الصمت سيطر علي كُل حاجة تمامًا ، قلبي كان بيدق بسرعة من شدة الخوف و شكل إيدي و هيّ بتترعش أدامي كان موترني أكتر
وقفت أدام باب بيتي و أنا مش قادرة أمسك المفاتيح من شدة الإرتعاش ، اللي أنا سمعته دلوقتي هوّ تشارلي لمّا قالي أنا هتصرف !
و نمت 
نمت طول اليوم !
.
تاني يوم صحيت علي صوت خبط علي الباب ، صوت سارينات الشُرطة مالي الشارع ، الخبط إتكرر علي بابي مرة تانية ، قمت من النوم خايف و أنا بمشي ناحية الباب ببطء و خوف ، صوت الخبط بقي أقوي و مليان إصرار أكتر ، فتحت الباب و علي الباب كانت واقفة شُرطية مٌبتسمة ، قالتلي إن عندها شوية أسئلة بخصوص يوم إمبارح و سألتني لو كُنت أعرف حاجة عن الراجل المقتول اللي لقوه في الزُقاق اللي جني المٌجمّع 
سألتها بدهشة : " راجل مقتول ؟!! "
كُنت بنكر و بحاول أسيطر علي جسمي و رعشته و خوفي اللي أكيد باين في عينيّا و أنا بسألها ، قالتلي إن حد بلغ الصُبح عن وجود جُثة لشخص مُلقي في الزقاق الصُغيّر ، جُثته كانت مُمزقة بوحشية مش طبيعية ، و هُمّا بيسألوا كُل سُكان المُجمّع لو حد كان شاف حاجة ، سألتني لو مُمكن تسأل حد مُعيّن يقدر يفيدها و بدون تفكير قُلت لها / : تشارلي عارف كُل حاجة "
بانت عليها الدهشة لكن حاولت أعالج إندفاعي المُريب فقٌلت لها : " تشارلي أقدم واحد في المُجمّع يعني و بيبقي عارف يتصرف إزاي في الحاجات دي "
بصتلي بشك و هيّ بتقول : " أنا فعلًا إتكلمت مع تشارلي و هوّ اللي قالي أسألك لو كُنتي شُفتي حاجة غريبة "
سكتت عشان تشوف رد فعلي لكن أنا كُنت مُتمالكة نفسي فقالتلي : " كمان حاجة .. كاميرات المُراقبة صورتك و إنتي داخلة المُجمع لوحدك الساعة 9 و إحنا شاكينن إن الراجل إتقتل الساعة 11 فمتخافيش .. إحنا بندردش معاكي بس مش بنتهمك "
شكرتني و مشت و أنا قفلت الباب و وقفت زي المجنونة ، إزاي كاميرات المُراقبة صورتني و أنا داخلة البيت الساعة 9 و أنا شُغلي بيخلص 10 و رُحت المول إشتريت حاجات و دخلت من البوابة الساعة 11 تقريبًا ، كمان مكُنتش لوحدي .. الراجل ده كان ماشي ورايا !
لازم أتكلم مع تشارلي ....
.
كُنت خايفة منه جدًا ، هوّ مُمكن يكون كذب علي الشُرطة لكن إزاي قدر يغيّر كاميرات التصوير ؟ ، كُنت متوترة و خايفة و أنا ماشية ناحية شقته ، الشُرطة مشوا خلاص بعد ما إتكلموا مع الناس كُلها تقريبًا ، المرة دي ملامحه كانت هادية و عينيه مليانة حنان و مُبتسم ، قُلتله بخوف : " تشـ .. تشارلي "
شاورلي أسكُت ، حط إيده علي كتفي و هوّ بيقولي بهدوء : " مش عاوزك تخافي أو تقلقي .. مش عاوزك تحسي بتأنيب الضمير .. إنتي قلتي لا هوّ ما سمعش الكلام .. إنتي رفضتيه .. شكلك مُرهقة و عاوزة تنامي .. روحي نامي "
للمرة التانية بحس نفسي زي المُخدرة أدامه ، مش قادرة أقوله لا ، بسمع كلامه بدون مناقشة ، ندهلي و أنا ماشية و قالي بهدوء : " خليكي فاكرة .. إنتي قُلتي لا "
وصلت بيتي و نمت علي سريري بدون تفكير
مش عارفة تشارلي عمل كل ده إزاي و مش عارفة الصوت اللي أنا سمعته صوت إيه 
لكن لمّا تحقيقات الشُرطة ظهرت عرفت إن الراجل المقتول دا كان قاتل مٌتسلسل إسمه جاكوب ، لمّا فتشوا بيته لقوا صور كتير ليّا هوّ مصورهالي من غير ما أعرف و لقوا صور بنات كتير مفقودات لحد دلوقتي 
حاولت أتكلم مع تشارلي أكتر من مرة لكن كان بيرفض يتكلم معايا نهائيًا 
مش عارفة تشرالي عمل ايه لكن هوّ أنقذني و أنا مُمتنة له 
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

إذا كنت تحتاج إلى عدد أكبر من الفقرات يتيح لك مولد النص العربى زيادة عدد الفقرات كما تريد. هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة, ومن هنا وجب على المصمم أن يضع نصوصا مؤقتة على التصميم ليظهر للعميلً